بسم الله الرحمن الرحيم
أستعين بالله وبالله أستعين وأطلب العون
إخواني أخواتي أيها الأبناء الأعزاء وكافة الأخوة الكرام .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
من
عصر النبوة الشريفة وتأريخ أهل بيت رسول الله في مد وجزر والسبب أن أهل
بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في عهد النبوة أغنى عن التعريف وكان
الكتّاب في ذاك الوقت منصرفون لكتابة أحاديث رسول الله صلى الله عليه وأله
وسلم ثم تبعهم الصحابة فهتموا بكتابة القرأن ولأحاديث النبوية الشريفة .
ولم يجرأ أحد أن يكتب عن أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم كونهم
أهل بيت ذكرهم الله في القرأن حيث أنزل بركاته عليهم وطهرهم . من أجل ذلك
كفت الأقلام أن تكتب شي من توثيق النسب عن أهل بيت رسول الله خوفاً من أن
يطالهم شيئ من الخطاء وهم كما ذكرت في غنا عن التعريف بهم . كونهم أشرف
حسب وأعلى نسب ومن أصفى بيوت مكة وأنجب القرشيين وأنقى من الذهب هم بني
هاشم قوم عبد المطلب فقد كانوا في الجاهلية يكتفون بنسب أبي طالب وقبله
أجداده عز الحسب والنسب ثم جاء المصطفى محمد إبن عبد الله عليه الصلاة
والسلام خير خلق الله ونوره ومستودع رسالته فاأضفى على بيته أعز حسب ونسب
حيث رفعه الله , عزه برسالته واسكنه رفيع جناته وأهوى في جهنم عمه أبي لهب
ولم ينفع عبد المنطلب الحسب والنسب بل هو أقل الناس عذاباً حيث يقف على
اقل منزلة في جهنم يغلي منها دماغة ويعذب .
هنا أذكركم ونفسي أن حسب
ونسب أهل بيت روسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ليس مكان جدل في الكتابة
وثبوت النسابة والنسب وحب القرابه ولايغني من الله شيئ إن تكن تطيع الله
ورسوله فيما امر وتنهي عن مانهى عنه وزجر . فوق ذلك فقد ذكر الله فيهم
كتاب يقرأ على الملاء في القرأن الكريم سورة هود ( بسم الله الرحمن الرحيم
) قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي
شَيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72)
قَالُوا أَتَعْجَبِينَ
مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ
الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)
وقال تعالى (
وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ
الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ
بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)
هنا نستوعب حكمة الله في خلقه
فاالعباد كلهم عباده وهو خالقهم وجعل الحدود لهم وحدد لهم مالهم وماعليهم
وتركهم يفعلون مايريدون فهو الذي يعلمهم ويحاسبهم ولهم ميزان وموعد
لايخلفونه فيحاسبهم الله على ماأعتدوا عليه وبظلمهم يهلكهم . وقال تعالى (
وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ
الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ
بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)
فإن علمنا بشيئ من العلم
والمعرفة في الزمن الذي نعيش فيه فإنّ لانعلم عن الزمن الذي لمن نكن فيه
فكيف بنا نثبت نسب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم . والله عز
وجل ذكر في قوله تعالى في سورة الإسراء ( قوله تعالى { وما أنت بهاد العمي
عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا ...... يا محمد كيف عنينا بهذا
القول { وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } الإسراء : 85 ...
ولو كل إنسان أتقى الله وخاف وعيده لما أحتجنا إلى إثبات حسب أهل البيت وخاصة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم .
حيث
يقول الله في القرأن الكريم سورة الإسراء ( وَكُلَّ إِنْسَانٍ
أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13)
اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)
مَنِ
اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا
يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا
كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)
وفي أحاديث
صحيحة متفق عليها أن رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم لعن من أنتسب لغير
أبيه وهو يعلم وكذلك من أنتسب لغير عرقه حسبه ونسبه وهو يعلم , فما بعد
هذا إلا يكون فاعله مجاهر بالكيد والغش حيث قال رسول الله صلى الله عليه
وأله وسلم من غشنا ليس منا .
فا أنا هنا أحذر أولائك الذين يدعون
لأنفهسم أنهم من أهل بيت رسول الله صلى عليه وأله وسلم أن يستبينوا
ويتبينوا ويستوثقوا من أنفسهم فإن أستبان لهم الحق فلا ينكروه على أنفسهم
فخير الخطاؤن التائبون والله غفورٌ رحيم .
فإذا كانت اللعنة تصيب من غش
غيره من عامة الناس بحسبه ونسبه وعرقه فما بال من يغش وغش رسول الله صلى
الله عليه وأله وسلم في أهل بيته عترته عرقه حسبه ونسبه ,
وأنا أبرأ من
أن أزكي أحد حتى نفسي ولاكن والله أعلم المنتسبين والعائدين لأهل البيت في
هذا الزمان يتسمون بأسماء يعرفها العامة والخاصة وللخاصة قول فيهم والله
بهم عليم ولاأزكيهم كما لاأزكي نفسي وأنا فيهم . والله عز وجل قال (
النجم (آية:32):
الذين
يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ان ربك واسع المغفره هو اعلم بكم
اذ انشاكم من الارض واذ انتم اجنه في بطون امهاتكم فلا تزكوا انفسكم هو
اعلم بمن اتقى
فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّىٰ عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29)
ذَٰلِكَ
مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ
عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَىٰ (30)
وَلِلَّهِ مَا
فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا
بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31)
الَّذِينَ
يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ۚ
إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ
أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ
أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ
اتَّقَىٰ (32)
والسلام عليكم ..